2025-09-12 06:13:37
أثار غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن متابعة معظم مباريات منتخب بلاده في كأس العالم 2018 استغرابًا واسعًا بين المشجعين والمراقبين، خاصة بعد الأداء المميز للفريق الذي تجاوز التوقعات ووصل إلى دور الثمانية. فبعد حضوره المباراة الافتتاحية ضد السعودية، اختفى بوتين عن المشهد رغم تصدر روسيا عناوين الأخبار بتألقها في البطولة.
تساؤلات المشجعين وردود الكرملين
تصدرت علامات الاستفهام حول غياب بوتين منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الروسية. تساءل العديد من المشجعين، مثل بافل غونداريف، عن سبب عدم حضور الرئيس للمباريات الحاسمة، معتبرين أن وجوده كان سيشكل حافزًا إضافيًا للفريق. كما علقت قناة “نزيغار” الإخبارية على تليغرام بسؤال مباشر: “أين الرئيس؟”
من جانبه، برر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، غياب بوتين بأن جدوله الرسمي كان يسمح له بحضور المباراة الافتتاحية والأدوار النهائية فقط، مشيرًا إلى أن المباريات تقام في “ذروة العمل اليومي”. وأكد بيسكوف أن بوتين “يشجع الكرة مثل الأغلبية الساحقة من الروس”، رغم أنه لا يمارس اللعبة بنفسه.
نظريات متضاربة حول الغياب
لكن التفسير الرسمي لم يقنع الجميع، حيث تعددت التكهنات حول الأسباب الحقيقية لغياب الرئيس الروسي. نقل موقع “ذا بل” عن مسؤول رفيع المستوى أن بوتين ببساطة “غير مهتم بكرة القدم”، بينما رأى محللون سياسيون أن غيابه قد يكون مدروسًا لتجنب ربط اسمه بهزيمة محتملة، خاصة مع ارتفاع مستوى المنافسة في الأدوار المتقدمة.
في هذا الصدد، قال المحلل السياسي فاليري سولوفي: “بوتين يفضل أن يرتبط اسمه بالانتصارات فقط، وهو ما يفسر حرصه على البقاء بعيدًا عن أي هزيمة قد تؤثر على صورته”. وأضاف أن هذه السمة الشخصية للرئيس الروسي “تنمو معه باستمرار”.
ميدفيديف يحل مكان بوتين.. ومكالمة تشجيعية للفريق
في المقابل، حضر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف مباراتي دور الـ16 أمام إسبانيا وربع النهائي ضد كرواتيا، حيث خسر الفريق الروسي بصعوبة في ركلات الترجيح. وبعد الخسارة، اتصل بوتين بالمدرب واللاعبين لتهنئتهم على الأداء المشرف، واصفًا إياهم بـ“الأبطال”، وفقًا لتصريحات بيسكوف.
ختامًا.. غياب يحمل أكثر من رسالة
يبقى غياب بوتين عن المونديال موضوعًا يثير الجدل، سواء كان لأسباب عملية متعلقة بانشغالاته الرسمية، أو لاعتبارات سياسية وترويجية تهدف إلى حماية صورته كزعيم لا يقهر. لكن الأكيد أن المنتخب الروسي نجح في كتابة فصل مميز من تاريخ الكرة الروسية، حتى بدون الحضور الدائم لرئيس البلاد في المدرجات.