2025-09-02 01:34:47
وافقت الحكومة البرازيلية يوم الثلاثاء الماضي على قرار يسمح بعودة الجماهير إلى الملاعب الرياضية بشكل جزئي، وذلك بعد أشهر من الإغلاق بسبب جائحة كورونا. وجاء هذا القرار وسط جدل واسع حول مدى سلامة هذه الخطوة في ظل استمرار تفشي الفيروس في البلاد، التي تعد من أكثر الدول تضرراً من الوباء عالمياً.
ووفقاً للقرار الجديد، سيُسمح للملاعب باستقبال الجماهير بنسبة لا تتجاوز 30% من سعتها الإجمالية، مع إمكانية زيادة هذه النسبة لاحقاً حسب تطور الوضع الصحي. وهذا يعني أن ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، على سبيل المثال، سيستقبل حوالي 25 ألف متفرج بدلاً من سعته الكاملة التي تصل إلى 78 ألف متفرج.
وأكد وزير الصحة البرازيلي في بيان رسمي أن هذه الخطوة تأتي بعد مشاورات مكثفة مع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، الذي كان يطالب منذ فترة بعودة الجماهير إلى المدرجات. ومع ذلك، شدد الوزير على أن تطبيق هذه الإجراءات سيكون اختيارياً، حيث يحق للمدن والولايات رفض القرار إذا رأت أن الظروف الصحية لا تسمح بذلك. وقد أعلنت بالفعل مدينة بيلو هوريزونتي عن معارضتها للقرار ورفضها عودة الجماهير في الوقت الحالي.
ويأتي هذا القرار في وقت لا تزال البرازيل تسجل أعداداً كبيرة من الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، حيث تجاوز عدد الوفيات 136 ألف حالة، لتحتل البلاد المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة. وهذا ما دفع العديد من الخبراء إلى التحذير من مخاطر التسرع في تخفيف القيود، خاصة مع اقتراب موسم الأعياد واحتمال زيادة التجمعات.
ومن المثير للاهتمام أن البرازيل أعلنت عن هذا القرار في نفس اليوم الذي أوقفت فيه بريطانيا خططها لعودة الجماهير إلى الملاعب، مما يظهر التباين في السياسات المتبعة بين الدول للتعامل مع الأزمة.
وعلى صعيد آخر، تواجه الأندية البرازيلية تحديات كبيرة في الحفاظ على سلامة لاعبيها، حيث سجلت العديد من الإصابات بين صفوف الفرق. وكان نادي فلامنغو، بطل الدوري البرازيلي، قد تعرض لضربة قاسية قبل مباراته في كأس ليبرتادوريس، حيث أصيب 7 لاعبين واثنان من الجهاز الفني بالفيروس، مما أثر على أداء الفريق.
وبينما يرحب عشاق كرة القدم بهذه الخطوة، يبقى السؤال الأكبر: هل ستكون التجربة البرازيلية ناجحة أم أنها ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.
