2025-09-18 05:07:49
لا تخلو أي بطولة أو مسابقة كروية في أفريقيا من أزمات تحكيمية تصل إلى حد اتهام الحكام بالفساد والانحياز. هذه الظاهرة المتكررة تجلت مؤخراً في احتجاج نادي الرجاء المغربي على أداء الحكم جان جاك نادالا في مباراة الأهلي المصري، وكذلك في شكوى الاتحاد الجزائري من تحكيم الغامبي بكاري غاساما في مباراة التأهل لكأس العالم.
تتكرر المشاهد نفسها في مختلف المسابقات الأفريقية، حيث تتحول الملاعب إلى ساحات اتهامات متبادلة. الحكام يتعرضون لضغوط هائلة، والفريق المستضيف غالباً ما يُشتبه في محاولته التأثير على القرارات التحكيمية بطرق مختلفة. هذه البيئة السامة تهدد مصداقية المنافسات الكروية في القارة.
ووفقاً لخبراء متابعين للشأن الكروي الأفريقي، فإن جذور الأزمة تعود إلى نظام ترشيح الحكام عبر الاتحادات المحلية، وضعف آليات الرقابة، وغياب الشفافية في التعاملات المالية. كما أن بعض الحكام يواجهون إغراءات مادية أو ضغوطاً أمنية تؤثر على أدائهم.
المدرب السنغالي أليو سيسيه يلخص المأساة بقوله: “التحكيم فضيحة في القارة الأفريقية”. وهو يطالب بالاستعانة بحكام من أوروبا لإنقاذ المسابقات الأفريقية من هذه الأزمة المستمرة.
الحلول المقترحة تتضمن إصلاح نظام اختيار الحكام، وضمان استقلاليتهم المالية، وتوفير حماية أفضل لهم من الضغوط المختلفة. لكن الطريق إلى التحكيم العادل في أفريقيا ما يزال طويلاً وشائكاً، ويتطلب إرادة حقيقية للتغيير من جميع الأطراف المعنية.