2025-09-04 04:13:29
في مفاجأة غير متوقعة، أعلن المغرب رسميا عدم رغبته في الترشح لاستضافة بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، وذلك قبل يوم واحد فقط من إغلاق باب الترشيحات أمام الدول الراغبة في تنظيم البطولة. جاء هذا القرار الرسمي على لسان رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة المغربي، الذي أكد في تصريح مقتضب أن “المغرب لن يقدم ترشيحه لاستضافة البطولة”، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الأسباب الكامنة وراء هذا القرار.
وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل واسعة في الأوساط الرياضية والإعلامية، خاصة وأن المغرب كان يُعتبر أحد المرشحين الأوفر حظا لاستضافة البطولة بعد سحبها من الكاميرون بسبب عدم جاهزيتها. وأكد الطالبي العلمي في تصريحات لـ”الجزيرة نت” أن المغرب لم يكن لديه أي نية مسبقة لاستضافة البطولة، وأن ما تم تداوله في وسائل الإعلام كان مجرد آراء صحفية ومواقف للرأي العام، وليس موقفا رسميا للحكومة.
كما نفى الوزير أن يكون قرار المغرب مرتبطا بعدم الجاهزية، مشددا على أن المملكة تمتلك البنى التحتية والإمكانيات اللازمة لتنظيم مثل هذه التظاهرة الكبرى. وأوضح أن “الاحترافية تقتضي حسن البرمجة، ما لا يمكن معه للمملكة أن تتخذ قرارا بهذا الحجم في آخر دقيقة”، في إشارة إلى أن القرار جاء بعد دراسة متأنية للأوضاع.
من جانبه، علق الخبير الرياضي منصف اليازغي على القرار، مؤكدا أن استضافة مثل هذه البطولات الكبرى ليست من صلاحيات الوزارة أو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بل هي قرار سيادي يتطلب موافقة القصر. وأضاف أن المغرب أراد من خلال هذا القرار نفي التهم التي ألصقت به حول كونه وراء سحب التنظيم من الكاميرون، كما أنه لا يرغب في التضحية بعلاقاته القوية مع الدول الأفريقية من أجل بطولة رياضية.
وأشار اليازغي إلى أن القرار قد يكون مرتبطا بأسباب أخرى، مثل الميزانية المرصودة أو الأجندة الداخلية للبلاد، أو حتى تقارير أمنية واستخباراتية. كما ذكر أن المغرب لا يريد تكرار سيناريو ترشيحه لاستضافة كأس العالم 2026، عندما صوتت دول أفريقية وعربية لصالح الملف الأمريكي على حسابه، مؤكدا أن المملكة تريد إرسال رسالة واضحة بأنها لن تتخذ أي إجراء قد يضر بعلاقاتها مع الدول الأفريقية الشقيقة.
هذا القرار يضع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أمام تحد كبير، حيث لم يتبق سوى وقت محدود للعثور على بديل مناسب لاستضافة البطولة، التي من المقرر أن تشهد مشاركة 24 فريقا لأول مرة في تاريخها.
