2025-08-14 08:58:41
قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) الاستعانة بمخرجين أوروبيين وسيارات بث خارجية متطورة لتغطية مباريات كأس أمم أفريقيا المقبلة في مصر، مع استبعاد كامل للمخرجين المصريين ووحدات البث المحلية، وهو ما أثار موجة من الاستياء في أوساط العاملين بهيئة ماسبيرو.
وكانت الهيئة الوطنية للإعلام قد نظمت سلسلة من الدورات التدريبية للمخرجين المصريين لمحاكاة أنظمة الإخراج العالمية المستخدمة في بطولات مثل كأس العالم وكأس أمم أوروبا، إلا أن قرار الكاف المفاجئ أجهض هذه الجهود. وقد سارع مكرم محمد أحمد، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، إلى تهدئة الأوضاع مؤكدا أن القرار “سيادي” تم بالاتفاق بين الدولة المصرية والكاف.
من جهته، كشف هشام رشاد، نائب رئيس التلفزيون المصري للبرامج الرياضية، عن وصول ست سيارات بث خارجي إلى مصر قادمة من إسبانيا والبرتغال عبر البحر، مشيرا إلى أن كل سيارة ستخصص لتغطية مباريات إحدى المجموعات الست بالبطولة. وأوضح رشاد أن الكاف اشترط استخدام معدات أجنبية “لضمان مواصفات بث معينة”، مع تحمل مصر والاتحاد الأفريقي للتكاليف مناصفة وتقسيم العوائد بالتساوي.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر في ماسبيرو -رفض الكشف عن هويته- بأن قرار الكاف جاء نتيجة عدم التزام الجانب المصري بتوفير سيارات بث متطورة كما كان متفقا، حيث اكتفت السلطات المصرية بإدخال تحسينات محدودة على وحدات البث المحلية. وأشار المصدر إلى أن مصر لم توف بالتزامها بتوفير تقنية البث الرقمي الأرضي (DTT) المتفق عليها، واقتصرت على نظام (DVB-T2) الأقل تطورا والذي لا يدعم تقنيات البث عالي الدقة.
من جانبه، برر محمد فضل، مدير البطولة، قرار الكاف بالاشتراطات الفنية العالية التي تتطلب استثمارات ضخمة، مؤكدا أن الظروف الاقتصادية الحالية لا تسمح لمصر بتوفير عشرات الملايين من الدولارات المطلوبة. كما أكد محمد ثابت، نائب رئيس اللجنة الإعلامية بالكاف، أن الاتحاد الأفريقي مرتبط بعقود ملزمة مع شركة لاغاردير الفرنسية تتضمن شروطا فنية دقيقة، مع تحذيره من عقوبات مالية كبيرة في حال عدم الالتزام بمواصفات البث المتفق عليها.
يذكر أن محاولات مسؤولين مصريين لإقناع الكاف بقبول وحدات البث المصرية بعد تطويرها قد باءت بالفشل، حيث أصر الاتحاد الأفريقي على تنفيذ الشروط التعاقدية بدقة قبل انطلاق البطولة.
