2025-09-19 01:07:31
منذ بداية مسيرة كرة القدم المصرية، لعبت أندية الشركات دوراً محورياً في تشكيل تاريخ اللعبة. فقد شاركت أندية عريقة مثل السكة الحديد والترسانة وغزل المحلة في مختلف البطولات حتى قبل انطلاق الدوري العام عام 1948. تميزت هذه الأندية بقدرتها على منافسة عمالقة الكرة المصرية الأهلي والزمالك، حيث تمكنت من الفوز ببطولتي الدوري والكأس، محققة شعبية جماهيرية واسعة.
يبرز نادي الترسانة كأحد أبرز أمثلة نجاح أندية الشركات، حيث حصل على كأس مصر عام 1923 ليكون ثاني ناد مصري يفوز بالبطولة. كما توج بالكأس ست مرات وفاز بالدوري عام 1963، مديناً بشعبيته الواسعة للأسطورة حسن الشاذلي أحد أبرز الهدافين في تاريخ الكرة المصرية.
وعلى الجانب الآخر، ظهرت نماذج مختلفة مثل نادي المقاولون العرب الذي فشل في بناء قاعدة جماهيرية رغم إنجازاته الكروية، بما في ذلك الفوز ببطولة أفريقيا ثلاث مرات. ويعزو الخبراء هذا الفشل إلى موقع النادي في منطقة الجبل الأخضر النائي.
شهدت بداية القرن الحالي موجة جديدة من أندية الشركات المدعومة حكومياً، حيث خصصت مؤسسات مثل وزارة البترول والقوات المسلحة ميزانيات ضخمة لدعم فرقها. إلا أن هذه الموجة واجهت انتقادات حادة من الجماهير والقانونيين الذين اتهموها بإهدار المال العام.
في السنوات الأخيرة، ظهر جيل جديد من أندية الشركات الخاصة مثل سيراميكا كليوباترا والبنك الأهلي، التي أنفقت ملايين الجنيهات على التعاقدات. بينما يرى خبراء كرة القدم أن المستقبل سيشهد تحولاً كبيراً في خريطة الأندية المصرية، حيث ستتحكم القدرات المالية بشكل متزايد في مصير الأندية وإنجازاتها.
رغم كل التحديات والانتقادات، تبقى أندية الشركات جزءاً أصيلاً من نسيج كرة القدم المصرية، تحمل في طياتها تاريخاً من المجد والجدل، وتشكل محوراً أساسياً في النقاش حول مستقبل الرياضة في مصر.
